معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ؛ المعنى فرض عليكم الصيام فرضا؛ كالذي فرض على الذين من قبلكم؛ وقيل: إنه قد كان فرض على النصارى صوم رمضان فنقلوه عن وقته؛ وزادوا فيه؛ ولا أدري كيف وجه هذا الحديث؛ ولا ثقة ناقليه؛ ولكن الجملة أن الله - عز وجل - قد أعلمنا أنه فرض على من كان قبلنا الصيام؛ وأنه فرض علينا كما فرضه على الذين من قبلنا. [ ص: 252 ] وقوله - عز وجل -: لعلكم تتقون ؛ المعنى أن الصيام وصلة إلى التقى؛ لأنه من البر الذي يكف الإنسان عن كثير مما تتطلع إليه النفس من المعاصي؛ فلذلك قيل: " لعلكم تتقون " ؛ و " لعل " ؛ ههنا؛ على ترجي العباد؛ والله - عز وجل - من وراء العلم أتتقون أم لا؛ ولكن المعنى أنه ينبغي لكم بالصوم أن يقوى رجاؤكم في التقوى.

التالي السابق


الخدمات العلمية