معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ؛ ويقرأ: "وولدا"؛ فمن قرأ: "ولدا"؛ بالضم؛ فهو على وجهين؛ على جمع "ولد"؛ يقال: "ولد"؛ و"ولد"؛ مثل: "أسد"؛ و"أسد؛" وجائز أن يكون "الولد"؛ في معنى "الولد"؛ و"الولد"؛ يصلح للواحد؛ والجمع؛ و"الولد"؛ و"الولد"؛ بمعنى واحد؛ مثل "العرب"؛ و"العرب"؛ و"العجم"؛ و"العجم".

وقد جاء في التفسير أنه يعنى به العاص بن وائل ؛ ويروى أن خبابا قال: "كنت قينا في الجاهلية"؛ و"القين"؛ هو الذي يصلح الأسنة؛ و"الحداد"؛ يقال له: "قين"؛ قال: "وكان لي على العاص بن وائل دين؛ فدفعني بقضائه؛ وقال: لا أدفعه إليك حتى تكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم"؛ فقال خباب : "لا أكفر بمحمد حتى تموت؛ وتبعث"؛ فقال: إذا مت ثم بعثت أعطيت مالا وولدا؛ وقضيتك مما أعطى؛ يقول ذلك مستهزئا؛ فقال الله - سبحانه -: [ ص: 345 ] أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ؛ أي: "علم ذلك غيبا؛ أم أعطي عهدا؟!"؛ وهو مثل الذي قال: ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا

التالي السابق


الخدمات العلمية