معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ؛ معناه: لا تصدوا عن دين الله؛ فيحتمل " إنما نحن مصلحون " ؛ ضربين من الجواب؛ أحدهما أنهم يظنون أنهم مصلحون؛ والثاني أن يريدوا أن هذا الذي يسمونه إفسادا هو عندنا إصلاح؛ فأما إعراب " قيل " ؛ فآخره مبني على الفتح؛ وكذلك كل فعل ماض مبني على الفتح؛ والأصل في " قيل " : " قول " ؛ ولكن الكسرة نقلت إلى القاف؛ لأن العين من الفعل في قولك: " قال " ؛ نقلت من حركة إلى سكون؛ فيجب أن تلزم هذا السكون في سائر تصرف الفعل؛ وبعضهم يروم الضمة في " قيل " ؛ وقد يجوز في غير القرآن: " قد قول ذاك " ؛ وأفصح اللغات: " قيل " ؛ و " غيض " ؛ وسيق الذين اتقوا ربهم ؛ وإن شئت قلت: " قيل " ؛ و " غيض " ؛ و " سيق " ؛ تروم في سائر أوائل ما لم يسم فاعله الضم في هذا الباب.

التالي السابق


الخدمات العلمية