معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك ؛ ويقرأ: "أني أنا"؛ بالفتح؛ والكسر؛ فمن قرأ: "أني"؛ فالمعنى: "نودي بأني أنا ربك"؛ وموضع "أني": نصب؛ ومن قرأ: "إني أنا ربك"؛ بالكسر؛ فالمعنى: "نودي يا موسى : إني أنا ربك"؛ فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ؛ روي أنه أمر بخلعهما لأنهما كانتا من جلد حمار ميت؛ وروي أنه أمر بخلعهما ليطأ بقدميه الوادي المقدس ؛ وروي أنه قدس مرتين.

وقوله: طوى ؛ اسم الوادي؛ ويجوز فيه أربعة أوجه: "طوى"؛ بضم أوله؛ بغير تنوين؛ وتنوين؛ وبكسر أوله؛ بتنوين؛ وبغير تنوين؛ فمن نونه فهو اسم الوادي؛ وهو مذكر؛ سمي بمذكر؛ على "فعل"؛ نحو: "حطم"؛ و"صرد"؛ ومن لم ينونه ترك صرفه من جهتين؛ إحداهما أن يكون معدولا عن "طاء"؛ فيصير مثل "عمر"؛ المعدول عن "عامر"؛ والجهة الأخرى أن يكون اسما للبقعة؛ كما قال الله - عز وجل -: [ ص: 352 ] في البقعة المباركة من الشجرة ؛ وإذا كسر ونون "طوى"؛ فهو مثل "معى"؛ و"ضلع"؛ مصروف؛ ومن لم ينون جعله اسما للبقعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية