معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: هي عصاي أتوكأ عليها ؛ وقرئ: "هي عصي"؛ بغير ألف؛ وأجودهما: "عصاي"؛ و"عصي"؛ لغة هذيل ؛ والأصل في ياء الإضافة أن يكسر ما قبلها؛ تقول: "هذا حجري"؛ فتكسر الراء؛ وهي في موضع ضم؛ وكذلك "رأيت حجري"؛ فإذا جاءت بعد الألف المقصورة؛ لم تكسرها; لأن الألف لا تحرك؛ وكذلك إذا جاءت بعد ألف التثنية؛ في الرفع؛ في قولك: "هما غلاماي"؛ وبعد ياء النصب؛ في قولك: "رأيت غلامي"؛ وبعد كل ياء قبلها كسرة؛ نحو: "هذا قاضي"؛ و"رأيت مسلمي"؛ فجعلت هذيل بدلا من كسرة الألف تغييرها إلى الياء؛ وليس أحد من النحويين إلا وقد حكى هذه اللغة؛ قال أبو ذؤيب :


سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرع



قوله: وأهش بها على غنمي ؛ جاء في التفسير: "أخبط بها الشجر"؛ واشتقاقه من أني أحيل الشيء إلى الهشاشة؛ والإمكان.

وقوله: ولي فيها مآرب أخرى ؛ جاء في التفسير: "حاجات أخر"؛ وكذلك هو في اللغة؛ وواحد المآرب: [ ص: 355 ] "مأربة"؛ و"مأربة"؛ وجاء "أخرى"؛ على لفظ صفة الواحدة؛ لأن "مآرب"؛ في معنى جماعة؛ فكأنها جماعات من الحاجات الأخرى؛ فلو جاءت "أخر"؛ كان صوابا.

التالي السابق


الخدمات العلمية