معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ولقد مننا عليك مرة أخرى ؛ قد بين المرة على ما هي؛ وهي قوله: إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت ؛ لأنه نجاه بهذا من القتل؛ لأن فرعون كان يذبح الأبناء.

وقوله - عز وجل -: ولتصنع على عيني ؛ قالوا: معناه: ولتغذى؛ ومعنى "أزري"؛ يقال: "آزرت فلانا على فلان"؛ إذا أعنته عليه وقويته؛ ومثله: [ ص: 357 ] فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ؛ فتأويله: "أقوى به؛ وأستعين به على أمري"؛ فأما "الوزير"؛ في اللغة؛ فاشتقاقه من "الوزر"؛ و"الوزر": الجبل الذي يعتصم به لينجي من الهلكة؛ وكذلك "وزير الخليفة"؛ معناه: الذي يعتمد عليه في أموره؛ ويلتجئ إلى رأيه.

وقوله: كلا لا وزر ؛ معناه: لا شيء يعتصم به من أمر الله - عز وجل.

التالي السابق


الخدمات العلمية