معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 367 ] وقوله - عز وجل -: إنما صنعوا كيد ساحر ؛ ويقرأ: "كيد سحر"؛ ويجوز "أنما صنعوا كيد ساحر"؛ ويجوز "كيد ساحر"؛ بنصب الدال؛ فمن قرأ: "أنما"؛ نصب "أنما"؛ على معنى "تلقف ما صنعوا لأن ما صنعوا كيد ساحر"؛ ولا أعلم أحدا قرأها هنا: "أنما"؛ والقراءة بالكسر؛ وهو أبلغ في المعنى: فأما رفع "كيد"؛ فعلى معنى "إن الذي صنعوه كيد ساحر"؛ على خبر "إن"؛ و"ما"؛ اسم؛ ومن قرأ: "كيد ساحر"؛ جعل "ما"؛ تمنع "إن"؛ العمل؛ وتسوغ للفعل أن يكون بعدها؛ وينتصب "كيد ساحر"؛ بـ "صنعوا"؛ كما تقول: "إنما ضربت زيدا". وقوله - عز وجل -: ولا يفلح الساحر حيث أتى ؛ قالوا: معناه: "حيث كان"؛ وقيل: معناه: "حيث كان الساحر يجب أن يقتل"؛ وكذلك مذهب أهل الفقه في السحرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية