معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ؛ أي: لا يسأل في القيامة عن حكمه في عباده؛ ويسأل عباده عن أعمالهم سؤال موبخ لمن يستحق التوبيخ؛ ومجازيا بالمغفرة لمن استحق ذلك؛ لأن الله - عز وجل - قد علم أعمال العباد؛ ولكن يسألهم إيجابا للحجة عليهم؛ وهو [ ص: 389 ] قوله: وقفوهم إنهم مسؤولون ؛ أي: سؤال الحجة التي ذكرنا؛ فأما قوله: فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ؛ فهذا معناه: "لا يسأل عن ذنبه ليستعلم منه"؛ لأن الله قد علم أعمالهم قبل وقوعها؛ وحين وقوعها؛ وبعد وقوعها؛ " عالم الغيب والشهادة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية