معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت ؛ ويجوز "تذهل كل مرضعة"؛ ومعنى "تذهل": تحير؛ وتترك كل مرضعة قد ذهلت عما أرضعت؛ و"مرضعة"؛ جار على "المفعل"؛ على ما أرضعت؛ ويقال: [ ص: 410 ] "امرأة مرضع"؛ أي: ذات رضاع؛ أرضعت ولدها؛ أو أرضعت غيره؛ والقصد قصد "ملبن"؛ أي: ذات لبون؛ ولبن.

وقوله: وترى الناس سكارى ؛ وقرئت: "وترى الناس سكرى"؛ واسم الفاعل مضمر في "ترى"؛ المعنى: "ترى أنت أيها الإنسان الناس"؛ ومن قرأ: "وترى الناس سكرى"؛ كان بمنزلة: "وترى أنت الناس سكرى"؛ وفيه وجه آخر؛ ما قرئ به؛ وهو: "ويرى الناس سكرى"؛ فيكون "الناس"؛ اسم "يرى"؛ ووجه آخر لم يقرأ به: "ويرى الناس سكرى"؛ المعنى: "ويرى الإنسان الناس سكرى"؛ ويقرأ: "وترى الناس سكرى"؛ وما هم بسكرى"؛ "وترى الناس سكارى وما هم بسكارى"؛ ويجوز: "وترى الناس سكارى وما هم بسكارى"؛ والقراءة الكثيرة: "وترى الناس سكرى وما هم بسكرى"؛ "وترى الناس سكارى وما هم بسكارى"؛ أيضا؛ والتفسير أنك تراهم سكارى من العذاب والخوف؛ وما هم بسكارى من الشراب؛ ويدل عليه: ولكن عذاب الله شديد

التالي السابق


الخدمات العلمية