معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ؛ موضع " من " : رفع؛ على ضربين: على الابتداء؛ وبالعامل في " من " ؛ وقد شرحنا هذا الباب؛ ويروى أن رجلا من ثقيف كان يعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلامه؛ ويظهر له من الجميل خلاف ما في نفسه. وقوله - عز وجل -: ويشهد الله على ما في قلبه ؛ [ ص: 277 ] وإن قلت: " ويشهد الله على ما في قلبه " ؛ فهو جائز؛ إن كان قد قرئ به؛ والمعنى فيه أن الله عالم بما يسره؛ فأعلم الله - عز وجل - النبي - صلى الله عليه وسلم - حقيقة أمر هذا المنافق؛ وقال: وهو ألد الخصام ؛ ومعنى " خصم ألد " ؛ في اللغة: الشديد الخصومة؛ والجدل؛ واشتقاقه من " لديدي العنق " ؛ وهما صفحتا العنق؛ وتأويله أن خصمه في أي وجه أخذ - من يمين؛ أو شمال - من أبواب الخصومة؛ غلبه في ذلك؛ يقال: " رجل ألد " ؛ و " امرأة لداء " ؛ و " قوم لد " ؛ و " قد لددت فلانا؛ ألده " ؛ إذا جادلته فغلبته؛ و " خصام " ؛ جمع " خصم " ؛ لأن " فعلا " ؛ يجمع إذا كان صفة على " فعال " ؛ نحو: " صعب " ؛ و " صعاب " ؛ و " خدل " ؛ و " خدال " ؛ وكذلك إن جعلت " خصما " ؛ صفة؛ فهو يجمع على أقل العدد؛ وأكثره؛ على " فعول " ؛ و " فعال " ؛ جميعا؛ يقال: " خصم " ؛ و " خصام " ؛ و " خصوم " ؛ وإن كان اسما ف " فعال " ؛ فيه أكثر العدد؛ نحو: " فرخ " ؛ و " أفراخ " ؛ لأقل العدد؛ و " فراخ " ؛ و " فروخ " ؛ لما جاوز العشرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية