وقوله: 
ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ؛ قرئت: "ثم ليقضوا"؛ بكسر اللام؛ وكذلك قرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو  ؛ والقراءة بالتسكين مع "ثم"؛ كثيرة؛ و"التفث"؛ في التفسير جاء؛ وأهل اللغة لا يعرفون إلا من التفسير؛ قالوا:  
[ ص: 424 ]  "التفث": الأخذ من الشارب؛ وتقليم الأظافر؛ ونتف الإبط؛ وحلق العانة؛ والأخذ من الشعر؛ كأنه الخروج من الإحرام إلى الإحلال؛ قوله: 
وليطوفوا بالبيت العتيق 
قيل في "العتيق"؛ أقوال؛ قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن   : هو البيت القديم؛ ودليل 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن  على ذلك قوله: 
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ؛ وقيل: إن 
البيت العتيق   : الذي عتق من الغرق أيام الطوفان؛ ودليل هذا القول: 
وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ؛ فهذا دليل أن 
البيت  رفع؛ وبقي مكانه. 
وأكثر ما جاء في التفسير أنه أعتق من الجبابرة؛ فلم يغلب عليه جبار؛ وقيل: إنه سمي "العتيق"؛ لأنه لم يدعه أحد من الناس؛ وقيل: إنما سمي "العتيق"؛ لأنه لم يقصده جبار إلا أهلكه الله؛ يقال: "أعتقت المملوك؛ فهو معتق؛ وعتيق"؛ وكل ما مر في تفسير "العتيق"؛ فجائز حسن؛ - والله أعلم بحقيقة ذلك؛ وهذه الآية تدل على أن الطواف يوم النحر فرض.