معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ؛ قرئت: "ثم ليقضوا"؛ بكسر اللام؛ وكذلك قرأ أبو عمرو ؛ والقراءة بالتسكين مع "ثم"؛ كثيرة؛ و"التفث"؛ في التفسير جاء؛ وأهل اللغة لا يعرفون إلا من التفسير؛ قالوا: [ ص: 424 ] "التفث": الأخذ من الشارب؛ وتقليم الأظافر؛ ونتف الإبط؛ وحلق العانة؛ والأخذ من الشعر؛ كأنه الخروج من الإحرام إلى الإحلال؛ قوله: وليطوفوا بالبيت العتيق

قيل في "العتيق"؛ أقوال؛ قال الحسن : هو البيت القديم؛ ودليل الحسن على ذلك قوله: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ؛ وقيل: إن البيت العتيق : الذي عتق من الغرق أيام الطوفان؛ ودليل هذا القول: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ؛ فهذا دليل أن البيت رفع؛ وبقي مكانه.

وأكثر ما جاء في التفسير أنه أعتق من الجبابرة؛ فلم يغلب عليه جبار؛ وقيل: إنه سمي "العتيق"؛ لأنه لم يدعه أحد من الناس؛ وقيل: إنما سمي "العتيق"؛ لأنه لم يقصده جبار إلا أهلكه الله؛ يقال: "أعتقت المملوك؛ فهو معتق؛ وعتيق"؛ وكل ما مر في تفسير "العتيق"؛ فجائز حسن؛ - والله أعلم بحقيقة ذلك؛ وهذه الآية تدل على أن الطواف يوم النحر فرض.

التالي السابق


الخدمات العلمية