معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: ذلك ومن يعظم حرمات الله ؛ وحرمات الله الحج؛ والعمرة؛ وسائر المناسك؛ وكل ما فرض الله فهو من حرمات الله؛ و"الحرمة": ما وجب القيام به؛ وحرم تركه؛ والتفريط فيه؛ وموضع "ذلك": رفع؛ المعنى: "الأمر ذلك".

وقوله: وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم ؛ "ما"؛ في موضع نصب؛ أي: "إلا ما يتلى عليكم من الميتة؛ والدم؛ والمنخنقة؛ والموقوذة؛ وسائر ما تلي تحريمه.

وقوله: فاجتنبوا الرجس من الأوثان ؛ [ ص: 425 ] "من"؛ ههنا؛ لتخليص جنس من أجناس؛ المعنى: "فاجتنبوا الرجس الذي هو وثن".

وقوله: واجتنبوا قول الزور ؛ "الزور": الكذب؛ وقيل: إنه ههنا الشرك بالله .

وقيل أيضا: شهادة الزور؛ وهذا كله جائز؛ والآية تدل - والله أعلم - على أنهم نهوا أن يحرموا ما حرم أصحاب الأوثان؛ نحو قولهم: ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ؛ ونحو نحرهم البحيرة؛ والسائبة؛ فأعلمهم الله أن الأنعام محللة إلا ما حرم الله منها؛ ونهاهم الله عن قول الزور؛ أن يقولوا: هذا حلال؛ وهذا حرام؛ ليفتروا على الله كذبا.

التالي السابق


الخدمات العلمية