معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ولكل أمة جعلنا منسكا ؛ وتقرأ: "منسكا"؛ و"المنسك"؛ في هذا الموضع؛ يدل على معنى النحر؛ فكأنه قال: جعلنا لكل أمة أن تتقرب بأن تذبح الذبائح لله؛ ويدل على ذلك قوله (تعالى): ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ؛ المعنى: "ليذكروا اسم الله على نحر ما رزقهم من بهيمة الأنعام"؛ وقال بعضهم: "المنسك": الموضع الذي يجب تعهده؛ وذلك جائز.

[ ص: 427 ] ومن قال: "منسك"؛ فمعناه: مكان نسك؛ مثل "مجلس"؛ مكان جلوس؛ ومن قال: "منسك"؛ فهو بمعنى المصدر؛ نحو: "النسك"؛ و"النسوك".

وقوله: فإلهكم إله واحد ؛ أي: لا ينبغي أن تذكروا على ذبائحكم إلا الله وحده.

وقوله: وبشر المخبتين ؛ قيل: "المخبتون": المتواضعون؛ وقيل: "المخبتون": المطمئنون بالإيمان بالله - عز وجل -؛ وقيل: "المخبتون": الذين لا يظلمون؛ وإذا ظلموا لم ينتصروا؛ وكل ذلك جائز؛ واشتقاقه من "الخبت من الأرض"؛ وهي المكان المنخفض منها؛ فكل مخبت متواضع.

التالي السابق


الخدمات العلمية