معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ؛ "الذين"؛ في موضع جر؛ المعنى: "أذن للذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله"؛ "أن"؛ في موضع جر؛ المعنى: "أخرجوا بلا حق؛ إلا بقولهم ربنا الله"؛ أي: لم يخرجوا إلا بأن وحدوا الله؛ فأخرجتهم عبدة الأوثان لتوحيدهم.

وقوله: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع ؛ المعنى: "ولولا أن دفع الله بعض الناس ببعض لهدمت صوامع"؛ وتقرأ: "لهدمت"؛ وهي صوامع الرهبان؛ وبيع وصلوات ومساجد ؛ و"البيع": بيع النصارى؛ و"الصلوات": كنائس اليهود؛ وهي بالعبرانية "صلوتا"؛ [ ص: 431 ] وقرئت: "صلاة ومساجد"؛ وقيل: إنها موضع صلوات الصابئين؛ وتأويل هذا: "لولا أن الله - عز وجل - دفع بعض الناس ببعض لهدم في شريعة كل نبي المكان الذي كان يصلي فيه؛ فكان لولا الدفع لهدم في زمن موسى - عليه السلام - الكنائس التي كان يصلي فيها في شريعته؛ وفي زمن عيسى الصوامع والبيع؛ وفي زمن محمد - صلى الله عليه وسلم - المساجد.

وقوله: ولينصرن الله من ينصره ؛ أي: من أقام شريعة من شرائعه؛ نصر على إقامة ذلك؛ إلا أنه لا يقام في شريعة نبي إلا ما أتى به ذلك النبي؛ وينتهى عما نهى عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية