معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها ؛ ويقرأ: "أهلكتها"؛ المعنى: فكيف كان نكير ؛ أي: ثم أخذتهم فأبلغت أبلغ الإنكار؛ فأهلكت قرى كثيرة؛ لأن معنى "فكأين من قرية"؛ معنى "فكم من قرية!"؛ ومعنى "كم من قرية!"؛ عدد كثير من القرى.

[ ص: 432 ] ويجوز "كأين"؛ بتشديد الياء؛ ويجوز "كائن من قرية"؛ وهو عند البصريين في معنى العدد الكبير؛ تقول: "وكائن من رجل جاءني"؛ معناه: "العدد الكثير من الرجال"؛ فهي خاوية على عروشها ؛ و"العروش": السقوف؛ فالمعنى أنها قد خربت وخلت؛ فصارت على سقوفها؛ كما قال في موضع آخر: فجعلنا عاليها سافلها ؛ يقال: "خوت الدار"؛ و"المدينة خواء - "ممدود" -؛ فهي خاوية"؛ و"خويت المرأة"؛ وخوي الإنسان - إذا خلا من الطعام -؛ خوى - "مقصور" -؛ فهو خو".

وقوله: وبئر معطلة وقصر مشيد ؛ أكثر ما جاء في "مشيد"؛ من التفسير: مجصص؛ و"الشيد": الجص؛ والكلس أيضا شيد؛ وقيل: "مشيد": محصن؛ مرتفع؛ والمشيد إذا قيل: "مجصص"؛ فهو مرتفع في قدره؛ وإن لم يرتفع في سمكه؛ وأصل الشيد: الجص؛ والنورة؛ وكل ما بني بهما؛ أو بأحدهما؛ فهو "مشيد".

التالي السابق


الخدمات العلمية