معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله: وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون ؛ هذا قبل القتال؛ فإن قال قائل: فهم قد جادلوه فلم قيل: "فلا ينازعنك في الأمر"؛ وهم قد نازعوه؟ فالمعنى أنه نهي له - صلى الله عليه وسلم - عن منازعتهم؛ كما يقول: "لا يخاصمنك فلان في هذا أبدا"؛ وهذا جائز في الفعل الذي لا يكون إلا من اثنين؛ لأن المجادلة والمخاصمة لا تتم إلا باثنين.

فإذا قلت: "لا يجادلنك فلان"؛ فهو بمنزلة "لا تجادلنه"؛ ولا يجوز هذا في قوله: "لا يضربنك فلان"؛ وأنت تريد لا تضربه؛ ولكن لو قلت: "لا يضاربنك فلان"؛ لكان كقولك: "لا تضاربن فلانا"؛ ويقرأ: " فلا ينزعنك في الأمر"؛ معناه: "لا يغلبنك في المنازعة فيه"؛ يقال: "نازعني فلان فنزعته"؛ و"عازني فعززته"؛ أنزعه؛ وأغلبه؛ المعنى: "فلا يغلبنك في الأمر".

التالي السابق


الخدمات العلمية