معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: أيعدكم أنكم إذا متم ؛ و " متم " ؛ وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون ؛ وهذا جواب الملإ من قوم ثمود؛ فأما " أنكم " ؛ الأولى؛ فموضعها نصب؛ على معنى: " أيعدكم بأنكم إذا متم " ؛ وموضع " أن " ؛ الثانية؛ عند قوم؛ كموضع الأولى؛ وإنما ذكرت توكيدا؛ فالمعنى على هذا القول: " أيعدكم أنكم تخرجون إذا متم " ؛ فلما بعد ما بين " أن " ؛ الأولى؛ والثانية؛ بقوله: إذا متم وكنتم ترابا وعظاما ؛ أعيد ذكر " أن " ؛ كما قال - عز وجل -: ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم ؛ المعنى: " فله نار جهنم " ؛ هذا على مذهب سيبويه؛ وفيها قولان آخران؛ أجودهما أن تكون " أن " ؛ الثانية؛ وما عملت فيه؛ في موضع رفع؛ ويكون المعنى: " أيعدكم أنكم إخراجكم إذا متم " ؛ فيكون " أنكم مخرجون " ؛ في معنى: " إخراجكم " ؛ كأنه قيل: " أيعدكم أنكم إخراجكم وقت موتكم؛ وبعد موتكم " ؛ ويكون العامل في " إذا " ؛ " إخراجكم " ؛ على أن " إذا " ؛ ظرف؛ والمعنى: " أنكم يكون إخراجكم إذا متم " ؛ الثالث أن يكون " إذا " ؛ العامل فيها " متم " ؛ فيكون المعنى: " إنكم [ ص: 12 ] متى متم يقع إخراجكم " ؛ فيكون خبر " إن " ؛ مضمرا؛ والقولان الأولان جيدان؛ ويجوز: " أيعدكم أنكم إذا متم أنكم مخرجون " ؛ ولم يقرأ بها؛ فلا تقرأن بها؛ ويكون المعنى في " يعدكم " : " يقول لكم " ؛ ولكنها لا تجوز في القراءة؛ لأن القراءة سنة.

التالي السابق


الخدمات العلمية