معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات ؛ بالنون؛ و " يسارع " ؛ بالياء؛ و " يسارع " ؛ على ما لم يسم فاعله؛ وتأويله: " أيحسبون أن إمداد الله لهم بالمال والبنين مجازاة لهم؟! وإنما هو استدراج من الله لهم " ؛ و " ما " ؛ في معنى " الذي " ؛ المعنى: " أيحسبون أن الذي نمدهم به من مال وبنين " ؛ والخبر معه محذوف؛ المعنى: " نسارع لهم به في الخيرات " ؛ أي: " أيحسبون إمداد ما نسارع لهم به... " ؛ فأما من قرأ: " يسارع " ؛ فعلى وجهين؛ أحدهما لا يحتاج إلى إضمار؛ المعنى: " أيحسبون أن إمدادنا لهم يسارع لهم في الخيرات؟! " ؛ ويجوز أن يكون على معنى: " يسارع الله لهم به في الخيرات " ؛ فيكون مثل " نسارع " ؛ ومن قرأ: " يسارع لهم في الخيرات " ؛ يكون على معنى: " يسارع الإمداد لهم في الخيرات " ؛ وعلى معنى: " نسارع لهم في الخيرات " ؛ فيكون تقوم مقام ما لم يسم لهم؛ ويكون مضمرا معه به؛ كما قلنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية