معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم ؛ يقرأ بالضم؛ والكسر؛ ولكن الضم أكثر؛ فمن ضم فعلى أصل الجمع؛ يجمع: " بيت " ؛ و " بيوت " ؛ مثل " قلب " ؛ و " قلوب " ؛ و " فلس " ؛ و " فلوس " ؛ ومن قرأ بالكسر فإنما كسر للياء التي بعد الباء؛ وذلك عند البصريين رديء جدا؛ لأنه ليس في كلام العرب " فعول " ؛ بكسر الفاء؛ وقوله: حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ؛ [ ص: 39 ] معنى " تستأنسوا " ؛ في اللغة: تستأذنوا؛ وكذلك هو في التفسير؛ و " الاستئذان " : الاستعلام؛ تقول: " آذنته بكذا " ؛ أي: أعلمته؛ وكذلك " آنست منه كذا وكذا " ؛ علمت منه؛ وكذلك؛ فإن آنستم منهم رشدا ؛ أي: علمتم؛ فمعنى " حتى تستأنسوا " : حتى تستعلموا؛ أيريد أهلها أن يدخلوا أم لا؛ والدليل على أنه الإذن قوله: فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم

التالي السابق


الخدمات العلمية