معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ؛ يروى أن عقبة بن أبي معيط هو الظالم ههنا؛ وأنه يأكل يده ندما؛ ثم يعود؛ وأنه كان عزم على الإسلام؛ فبلغ ذلك أمية بن خلف؛ فقال له أمية: وجهي من وجهك حرام إن أسلمت؛ إن كلمتك أبدا؛ فامتنع أمية من الإسلام لقول أمية؛ فإذا كان يوم القيامة أكل يده ندما؛ وتمنى أن آمن واتخذ مع النبي - عليه السلام - طريقا إلى الجنة ؛ وهو قوله : يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ؛ وقد قيل أيضا - في " ليتني لم أتخذ فلانا خليلا -: أي: لم أتخذ الشيطان خليلا؛ وتصديق هذا القول: وكان الشيطان للإنسان خذولا ؛ ولا يمتنع أن يكون قبوله من أمية من عمل الشيطان وأعوانه؛ ويجوز: " اتخت " ؛ بتبيين الذال؛ وبإدغامها في التاء؛ والإدغام أكثر وأجود.

التالي السابق


الخدمات العلمية