معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم ؛ يدل هذا اللفظ أن قوم نوح قد كذبوا غير نوح أيضا؛ لقوله: " الرسل " ؛ ويجوز أن يكون " الرسل " ؛ يعنى به نوح وحده؛ لأن من كذب بنبي فقد كذب [ ص: 68 ] بجميع الأنبياء؛ لأنة مخالف للأنبياء؛ لأن الأنبياء يؤمنون بالله؛ وبجميع رسله؛ ويجوز أن يكون يعنى به الواحد؛ ويذكر لفظ الجنس؛ كما يقول الرجل للرجل ينفق الدرهم الواحد: " أنت ممن ينفق الدراهم " ؛ أي: ممن نفقته من هذا الجنس؛ و " فلان يركب الدواب " ؛ وإن لم يركب إلا واحدة.

التالي السابق


الخدمات العلمية