وقوله:
ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء ؛ " أتوا " ؛ أي: " مشركو
مكة " ؛ يعنى به قرية قوم
لوط التي أمر الله عليها الحجارة؛ فأعلم الله - عز وجل - أن الذي جرأهم على التكذيب؛ وأنهم لم يبالوا بما شاهدوا من التعذيب في الدنيا؛ أنهم كانوا لا يصدقون بالبعث؛ فقال:
أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا ؛ قيل: لا يخافون ما وعدوا به من العذاب بعد البعث؛ والذي عند أهل اللغة أن الرجاء ليس على معنى الخوف؛ هذا مذهب من يرفع الأضداد؛ وهو عندي الحق؛ المعنى: " بل كانوا لا يرجون ثواب من عمل خيرا بعد البعث؛ فركبوا المعاصي.