معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ؛ فيها ستة أوجه: " نشرا " ؛ بفتح النون؛ و " نشرا " ؛ بضمها؛ و " نشرا " ؛ بضم النون والشين؛ ويجوز " بشرى " ؛ " مؤنث " ؛ بالباء؛ على وزن " فعلى " ؛ و " بشرا " ؛ بالتنوين والباء؛ و " بشرا بين يدي رحمته " ؛ فهذه ستة أوجه؛ منها أربعة يقرأ بها؛ فأما " نشرا " ؛ فمعناه: إحياء ينشر السحاب الذي به المطر؛ الذي فيه حياة كل شيء؛ ومن قرأ: " نشرا " ؛ فهو جمع " نشور " ؛ و " نشر " ؛ مثل " رسول " ؛ و " رسل " ؛ ومن قرأ بالإسكان أسكن الشين استخفافا؛ فهذه ثلاثة أوجه في النون؛ فأما الباء فمن نون بالباء؛ وضمها؛ وتسكين الشين؛ فإنما هو بتسكين العين من قولك: " بشرا " ؛ وإذا لم ينونها فألفها [ ص: 71 ] للتأنيث؛ ومن قرأ: " بشرا " ؛ بالتنوين؛ فهو جمع؛ يقال: " ريح بشور " ؛ كما قال: ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات ؛ أي: تبشر بالغيث؛ ومن قرأ: " بشرا " ؛ بالضم؛ فهو على أصل الجمع؛ ومن قرأ: " بشرى " ؛ بغير تنوين؛ فهو بمعنى " بشارة " . وقوله: وأنـزلنا من السماء ماء طهورا ؛ كل ماء نزل من السماء؛ أو خرج من بحر؛ أو أذيب من ثلج؛ أو برد؛ فهو طهور؛ قال - عليه السلام - في البحر -: " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " .

التالي السابق


الخدمات العلمية