قوله - عز وجل -:
كذب أصحاب الأيكة المرسلين ؛ " الأيكة " : الشجر الملتف؛ ويقال: " أيكة " ؛ و " أيك " ؛ مثل " أجمة " ؛ و " أجم " ؛ والفصل بين واحده وجمعه الهاء؛ ويقال في التفسير: إن أصحاب الأيكة هؤلاء كانوا أصحاب شجر ملتف؛ ويقال: إن شجرهم هو الدوم؛ والدوم هو شجر المقل؛ وأكثر القراء على إثبات الألف واللام في " الأيكة " ؛ وكذلك يقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو؛ وأكثر القراء؛ وقرأ أهل
المدينة: " أصحاب ليكة " ؛ مفتوحة اللام؛ فإذا وقف على " أصحاب " ؛ قال: " ليكة المرسلين " ؛ وكذلك هي في هذه السورة بغير ألف في المصحف؛ وكذلك أيضا في سورة " ص " ؛ بغير ألف؛ وفي سائر القرآن بألف؛ ويجوز - وهو حسن جدا -: " كذب أصحاب لايكة المرسلين " ؛ بغير ألف في الخط؛ على الكسر؛ على
[ ص: 98 ] أن الأصل " الأيكة " ؛ فألقيت الهمزة؛ فقيل: " ليكة " ؛ والعرب تقول: " الأحمر جاءني " ؛ وتقول إذا ألقت الهمزة: " الحمر جاءني " ؛ بفتح اللام؛ وإثبات ألف الوصل؛ ويقولون أيضا: " لاحمر جاءني " ؛ يريدون: " الأحمر " ; وإثبات الألف واللام فيهما في سائر القرآن يدل على أن حذف الهمزة منها التي هي ألف الوصل بمنزلة قولهم " لاحمر " ؛ قال
أبو إسحاق: أعني أن القراءة بجر " ليكة " ؛ وأنت تريد " الأيكة " ؛ واللام أجود من أن تجعلها " ليكة " ؛ وأنت لا تقدر الألف واللام؛ وتفتحها لأنها لا تنصرف؛ لأن " ليكة " ؛ لا تعرف؛ وإنما هي " أيكة " ؛ للواحد؛ و " أيك " ؛ للجمع؛ فأجود القراءة فيها الكسر؛ وإسقاط الهمزة لموافقة المصحف؛ وأهل المدينة يفتحون على ما جاء في التفسير أن اسم المدينة التي كانت للذين أرسل إليهم
شعيب - عليه السلام - " ليكة " ؛ وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام يختار قراءة أهل
المدينة؛ والفتح؛ لأن " ليكة " ؛ لا تنصرف؛ وذكر أنه اختار ذلك لموافقتها الكتاب؛ مع ما جاء في التفسير؛ كأنها تسمى المدينة " الأيكة " ؛ وتسمى الغيضة التي تضم هذا الشجر " الأيكة " ؛ والكسر جيد على ما وصفنا؛ ولا أعلمه إلا قد قرئ به.