معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ؛ إذا قلت: " يكن " ؛ فالاختيار نصب " آية " ؛ ويكون " أن يعلمه " ؛ اسم " كان " ؛ ويكون " آية " ؛ خبر " كان " ؛ المعنى: " أولم يكن علم علماء بني إسرائيل أن النبي - عليه السلام - حق وأن نبوته حق آية؟! " ; أي: علامة موضحة؛ لأن العلماء الذين آمنوا من بني إسرائيل وجدوا ذكر النبي - عليه السلام - مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل؛ كما قال الله - عز وجل -؛ ومن قرأ: " أولم تكن لهم آية " ؛ بالتاء؛ جعل " آية " ؛ هي الاسم؛ و " أن يعلمه " ؛ خبر " يكن " ؛ ويجوز أيضا: " أولم تكن لهم آية " ؛ بالتاء؛ ونصب " آية " ؛ كما قال - عز وجل -: ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا ؛ ومثله قول لبيد:


فمضى وقدمها وكانت عادة ... منه إذا هي عردت إقدامها



[ ص: 102 ] فنصب " عادة " ؛ وقد أنث " كانت " ؛ وهي للإقدام؛ لأن الاسم والخبر في " كان " ؛ لشيء واحد؛ وقد جاور الفعل لفظ التأنيث.

التالي السابق


الخدمات العلمية