معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ؛ ليس يعنى به أودية الأرض؛ إنما هو مثل لقولهم؛ وشعرهم؛ كما تقول في الكلام: " أنا لك في واد؛ وأنت لي في واد " ؛ وليس يريد أنك في واد من الأرض؛ إنما يريد: " أنا لك في واد من النفع كبير؛ وأنت لي في صنف " ؛ والمعنى أنهم يغلون في الذم؛ والمدح؛ ويكذبون؛ ويمدح الشاعر الرجل بما ليس فيه؛ وكذلك الذم؛ فيسبون؛ فذلك قوله: [ ص: 105 ] في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون ؛ وهذا دليل على تكذيبهم في قولهم؛

التالي السابق


الخدمات العلمية