معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): بل ادارك علمهم في الآخرة ؛ فيها أوجه؛ قرأ أبو عمرو: " بل أدرك علمهم في الآخرة " ؛ وقرأ أكثر الناس: " بل ادارك " ؛ بتشديد الدال؛ وروي عن ابن عباس: " بلى أدرك علمهم في الآخرة " ؛ ويجوز: " بلى ادارك علمهم في الآخرة " ؛ فمن قرأ: " بل ادارك علمهم في الآخرة " ؛ وهو الجيد؛ فعلى معنى: " بل تدارك علمهم في الآخرة " ؛ على معنى: " بل يتكامل علمهم يوم القيامة " ؛ لأنهم مبعوثون؛ وكل ما وعدوا به حق؛ ومن قرأ: " بل أدرك علمهم " ؛ فعلى معنى التقرير؛ والاستخبار؛ كأنه قيل: " لم يدرك علمهم في الآخرة " ؛ أي: " ليس يقفون في الدنيا على حقيقتها " ؛ ثم بين ذلك في قوله: بل هم في شك منها ؛ [ ص: 128 ] وقالوا في تفسير " بل ادارك علمهم " : " أم أدرك علمهم " ؛ والقراءة الجيدة: " ادارك " ؛ على معنى: " تدارك " ؛ بإدغام التاء في الدال؛ فتصير دالا ساكنة؛ فلا يبتدأ بها؛ فيأتي بألف الوصل لتصل إلى التكلم بها؛ وإذا وقفت على " بل " ؛ وابتدأت؛ قلت: " ادارك " ؛ فإذا وصلت كسرت اللام في " بل " ؛ لسكونها؛ وسكون الدال.

التالي السابق


الخدمات العلمية