معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم ؛ [ ص: 129 ] وتقرأ: " وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم " ؛ ويجوز: " بهاد العمي عن ضلالتهم " ؛ فأما الوجهان الأولان فجيدان في القراءة؛ وقد قرئ بهما جميعا؛ والوجه الثالث يجوز في العربية؛ فإن ثبتت به رواية؛ وإلا لم يقرأ به؛ ولا أعلم أحدا قرأ به. وقوله - عز وجل -: إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا ؛ معناه: ما تسمع إلا من يؤمن؛ وتأويل " ما تسمع " : أي: ما يسمع منك فيعي ويعمل إلا من يؤمن بآياتنا؛ فأما من سمع ولم يقبل؛ فبمنزلة الأصم؛ كما قال الله - عز وجل -: صم بكم عمي ؛ قال الشاعر:


أصم عما ساءه سميع



التالي السابق


الخدمات العلمية