معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ؛ هذا المثل ضربه الله - جل وعز - للمنافقين في تجملهم بظاهر الإسلام؛ وحقنهم دماءهم بما أظهروا؛ فمثل ما تجملوا به من الإسلام؛ كمثل النار التي يستضيء بها المستوقد؛ وقوله: " ذهب الله بنورهم " ؛ معناه - والله أعلم - إطلاع الله المؤمنين على كفرهم؛ فقد ذهب منهم نور الإسلام بما أظهر الله - عز وجل - من كفرهم؛ ويجوز أن يكون " ذهب الله بنورهم " ؛ في الآخرة؛ أي: عذبهم؛ فلا نور لهم؛ لأن الله - جل وعز - قد جعل للمؤمنين نورا في الآخرة؛ وسلب الكافرين ذلك النور؛ والدليل على ذلك قوله: انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا

التالي السابق


الخدمات العلمية