معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله - عز وجل -: ولما بلغ أشده واستوى ؛ قيل: " الأشد " : بضع وثلاثون سنة؛ وهو ما بين ثلاث وثلاثين؛ إلى تسع وثلاثين؛ وتأويل " بلغ أشده " : استكمل نهاية قوة الرجل؛ وقيل: إن معنى " واستوى " : بلغ الأربعين؛ وجائز أن يكون " استوى " ؛ وصل حقيقة بلوغ الأشد. [ ص: 136 ] وقوله: آتيناه حكما وعلما ؛ فعلم موسى - عليه السلام -؛ وحكم قبل أن يبعث؛ وكذلك نجزي المحسنين ؛ فجعل الله إتيان العلم والحكمة مجازاة على الإحسان؛ لأنهما يؤديان إلى الجنة؛ التي هي جزاء المحسنين؛ والعالم الحكيم من استعمل علمه؛ لأن الله - عز وجل - قال: ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ؛ فجعلهم إذ لم يعملوا بالعلم جهالا.

التالي السابق


الخدمات العلمية