معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: قال سنشد عضدك بأخيك ؛ أي: سنعينك بأخيك؛ ولفظ العضد على جهة المثل؛ لأن اليد قوامها عضدها؛ فكل معين عضد؛ وتقول: " قد عاضدني فلان على الأمر " ؛ أي: عاونني؛ وقوله: ونجعل لكما سلطانا ؛ أي: حجة نيرة؛ بينة؛ وإنما قيل للزيت: " السليط " ؛ لأنه يستضاء به؛ فـ " السلطان " : أبين الحجج؛ وقوله: فلا يصلون إليكما بآياتنا ؛ أي: بسلطاننا؛ وحجتنا؛ فـ " بآياتنا " ؛ من صلة " يصلون " ؛ كأنه قال: " لا يصلون إليكما؛ تمتنعان منهم بآياتنا " ؛ وجائز أن يكون " بآياتنا " ؛ متصلا بـ " نجعل لكما سلطانا بآياتنا " ؛ أي: حجة تدل على النبوة بآياتنا؛ أي: بالعصا؛ واليد؛ وسائر الآيات التي أعطي موسى - صلى الله عليه وسلم -؛ ويجوز أن يكون " بآياتنا " ؛ مبينا عن قوله: أنتما ومن اتبعكما الغالبون ؛ [ ص: 145 ] أي: " تغلبون بآياتنا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية