معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: فأوقد لي يا هامان على الطين ؛ أي: اعمل آجرا؛ ويقال: إن فرعون أول من عمل الآجر؛ فاجعل لي صرحا ؛ و " الصرح " : كل بناء متسع؛ مرتفع؛ وقوله: لعلي أطلع إلى إله موسى ؛ وظن فرعون أنه يتهيأ له أن يبلغ بصرحه نحو السماء؛ فيرى السماء وما فيها؛ وإني لأظنه من الكاذبين ؛ " الظن " ؛ في اللغة: ضرب يكون شكا؛ ويقينا؛ وقول فرعون: " وإني لأظنه " ؛ اعتراف بأنه شاك؛ وأنه لم يتيقن أن موسى كاذب؛ ففي هذا بيان أنه قد كفر بموسى على غير يقين أنه ليس بنبي؛ وقد وقع في نفسه أنه نبي؛ لأن الآيات التي هي النبوة لا يجهلها ذو فطرة؛ وقوله - في غير هذا الموضع -: لقد علمت ما أنـزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر ؛ دليل على أنه قد ألزم فرعون الحجة القاطعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية