معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله: قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة ؛ " السرمد " ؛ في اللغة: الدائم؛ وقوله: من إله غير الله يأتيكم بضياء ؛ أي: بنهار تبصرون فيه؛ وتتصرفون في معايشكم؛ وتصلح فيه ثماركم ومنابتكم؛ لأن الله - عز وجل - جعل الصلاح للخلق بالليل مع النهار؛ فلو كان واحد منهما دون الآخر لهلك الخلق؛ وكذلك قوله - في النهار -: قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة ؛ أعلمهم أن الليل والنهار رحمة؛ فقال: ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ؛ [ ص: 153 ] المعنى: " جعل لكم الزمان ليلا ونهارا؛ لتسكنوا بالليل؛ وتبتغوا من فضل الله بالنهار؛ وجائز أن تسكنوا فيهما؛ وأن تبتغوا من فضل الله فيهما؛ فيكون المعنى: " جعل لكم الزمان ليلا ونهارا لتسكنوا فيه؛ ولتبتغوا من فضله " .

التالي السابق


الخدمات العلمية