معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقال - عز وجل -: وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا ؛ أي: قال إبراهيم لقومه: إنما اتخذتم هذه الأوثان لتتوادوا بها في الحياة الدنيا؛ ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ؛ [ ص: 167 ] وهذا كما قال الله - عز وجل -: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ؛ وفيها في القراءة أربعة أوجه؛ منها: " مودة بينكم " ؛ بفتح " مودة " ؛ وبالإضافة إلى " بين " ؛ وبنصب " مودة " ؛ والتنوين؛ ونصب " بين " : " مودة بينكم " ؛ ويجوز: " مودة بينكم " ؛ بالرفع والإضافة إلى " بين " ؛ ويجوز: " مودة بينكم " ؛ بالرفع؛ والتنوين؛ ونصب " بين " ؛ فالنصب في " مودة " ؛ من أجل أنها مفعول لها؛ أي: " اتخذتم هذا للمودة بينكم " ؛ ومن رفع فمن جهتين؛ إحداهما أن يكون " ما " ؛ في معنى " الذي " ؛ ويكون المعنى: " إن ما اتخذتموه من دون الله أوثانا مودة بينكم " ؛ فيكون " مودة " ؛ خبر " إن " ؛ ويكون برفع " مودة " ؛ على إضمار " هي " ؛ كأنه قال: " تلك مودة بينكم في الحياة الدنيا " ؛ أي: " ألفتكم واجتماعكم على الأصنام مودة بينكم في الحياة الدنيا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية