معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: صم بكم عمي فهم لا يرجعون ؛ رفع على خبر الابتداء؛ كأنه قيل: " هؤلاء الذين قصتهم هذه القصة؛ صم بكم عمي؛ فهم لا يرجعون " ؛ [ ص: 94 ] ويجوز في الكلام: " صما؛ بكما؛ عميا " ؛ على: " وتركهم صما؛ بكما؛ عميا " ؛ ولكن المصحف لا يخالف بقراءة لا تروى؛ والرفع أيضا أقوى في المعنى؛ وأجزل في اللفظ؛ فمعنى " بكم " : أنه بمنزلة من ولد أخرس؛ ويقال: الأبكم المسلوب الفؤاد؛ و " صم " ؛ و " بكم " ؛ واحدهم أصم؛ وأبكم؛ ويجوز أن يقع جمع " أصم " ؛ " صمان " ؛ وكذلك " أفعل " ؛ كله؛ يجوز فيه " فعلان " ؛ نحو: " أسود " ؛ و " سود " ؛ و " سودان " ؛ ومعنى " سود " ؛ و " سودان " ؛ واحد؛ كذلك " صم " ؛ و " صمان " ؛ و " عرج " ؛ و " عرجان " ؛ و " بكم " ؛ و " بكمان " .

التالي السابق


الخدمات العلمية