معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ؛ هذا في مشركي أهل مكة؛ المعنى: " يعلمون من معايش الحياة الدنيا " ؛ لأنهم كانوا يعالجون التجارات؛ فأعلم الله - عز وجل - لما نفى؛ أنهم لا يعلمون ما الذي يجهلون؛ ومقدار ما يعلمون؛ فقال: يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ؛ " هم " ؛ الأولى مرفوعة بالابتداء؛ و " هم " ؛ الثانية ابتداء ثان؛ و " غافلون " ؛ خبر " هم " ؛ الثانية؛ والجملة الثانية خبر " هم " ؛ الأولى؛ والفائدة في الكلام؛ أو ذكر " هم " ؛ ثانية؛ وإن كانت ابتداء؛ تجرى مجرى التوكيد؛ كما تقول: " زيد هو عالم " ؛ فهو أوكد من قولك: " زيد عالم " ؛ ويصلح أن تكون " هم " ؛ بدلا من " هم " ؛ الأولى؛ مؤكدة أيضا؛ كما تقول: " رأيته إياه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية