معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): وإن كانوا من قبل أن ينـزل عليهم من قبله لمبلسين ؛ المعنى: " أن ينزل عليهم المطر " ؛ ويقرأ: " أن ينزل " ؛ ومعنى " مبلسين " : منقطعين انقطاع آيسين؛ فأما تكرير قوله: " من قبل " ؛ ففيه وجهان؛ قال قطرب: إن " قبل " ؛ الأولى للتنزيل؛ و " قبل " ؛ الثانية للمطر؛ وقال الأخفش؛ وغيره من البصريين: تكرير " قبل " ؛ على جهة التوكيد؛ والمعنى: " وإن كانوا من قبل تنزيل المطر لمبلسين " ؛ والقول كما قالوا؛ لأن تنزيل المطر بمعنى المطر؛ لأن المطر لا يكون إلا بتنزيل؛ كما أن الرياح لا تعرف إلا بمرورها؛ قال الشاعر: [ ص: 190 ]

مشين كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم



فمعنى " مر الرياح " ؛ كقولك " تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية