معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله (تعالى): ولا تصعر خدك للناس ؛ ويقرأ: " تصاعر " ؛ ويجوز في العربية: " ولا تصعر " ؛ ولا أعلم أحدا قرأ بها؛ فإذا لم ترو فلا تقرأ بها؛ ومعناه: " لا تعرض عن الناس تكبرا " ؛ يقال: " أصاب البعير صعر وصيد " ؛ إذا أصابه داء فلوى منه عنقه؛ فيقال للمتكبر: " فيه صعر " ؛ و " فيه صيد " ؛ فأما " تصعر " ؛ فعلى وجه المبالغة؛ و " تصاعر " ؛ جاء على معنى " تفاعل " ؛ كأنك تعارضهم بوجهك؛ ومعنى " تصعر " : " تلزم خدك الصعر " ؛ لأنه لا داء بالإنسان أدوأ من الكبر؛ والمعنى في الثلاثة هذا المعنى؛ إلا أن " تصعر " ؛ و " تصاعر " ؛ أبلغ من " تصعر " . وقوله: ولا تمش في الأرض مرحا ؛ أي: لا تمش متبخترا مختالا.

التالي السابق


الخدمات العلمية