معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ؛ ويقرأ: " بنعمات الله " ؛ ويجوز: " بنعمات الله " ؛ ويجوز: " بنعمات الله " ؛ [ ص: 201 ] بفتح العين؛ ففيها ثلاثة أوجه؛ إذا جمعت؛ وأكثر القراءة: " بنعمة الله " ؛ على الواحدة؛ وأما الكسر فعلى مذهب من جمع " كسرة " ؛ على " كسرات " ؛ ومن أسكن - وهو أجود أوجهه - فعلى من جمع " كسرات " ؛ لأن " كسرات " ؛ يقل مثله في كلام العرب؛ إنما جاء في أصول الأبنية ما توالت فيه كسرتان؛ نحو " إبل " ؛ و " إطل " ؛ فقط؛ ومن قرأ: " بنعمات الله " ؛ فلأن الفتح أخف الحركات؛ قال الشاعر:


ولما رأونا باديا ركباتنا ... على موطن لا نخلط الجد بالهزل



والأكثر: " ركبات " ؛ و " ركبات " ؛ أجود؛ لثقل الضمة؛ ولكنه أكثر في الكلام من " نعمات " ؛ و " كسرات " . وقوله - عز وجل -: لكل صبار شكور ؛ روى قتادة أن أحب العباد إلى الله من إذا أعطي شكر؛ وإذا ابتلي صبر؛ فأعلم الله - عز وجل - أن المعتبر المتفكر في خلق السماوات والأرض هو الصبار الشكور.

التالي السابق


الخدمات العلمية