معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ؛ أكثر البصريين لا يجيزون " أئمة " ؛ بهمزتين؛ وابن أبي إسحاق وحده يجيز اجتماع همزتين؛ وسيبويه؛ والخليل وجميع البصريين - إلا ابن إسحاق - يقولون: " أيمة " ؛ بهمزة وياء؛ وإذا كان الهمزتان في كلمة واحدة لم يجيزوا إلا إبدال الثانية؛ في نحو " أيمة " ؛ و " آدم " ؛ ومن قرأ: " أئمة " ؛ لزمه أن يقول في " آدم " : " أأدم " ؛ لأنه " أفعل " ؛ من " الأدمة " ؛ و " أئمة " ؛ " أفعلة " ؛ ولا ينبغي أن تقرأ إلا " أيمة " ؛ لأن من حقق الهمزة فيما يجوز فيه تخفيف الهمز؛ أجاز التخفيف؛ فكذلك هو يجيز التخفيف في " أيمة " ؛ فتصير قراءة: " أيمة " ؛ إجماعا.

وقوله: لما صبروا ؛ و " لما صبروا " ؛ والقراءة بالتشديد؛ والتخفيف؛ في " لما " ؛ فالتخفيف معناه: " جعلناهم أئمة لصبرهم " ؛ ومن قرأ: " لما صبروا " ؛ فالمعنى معنى [ ص: 210 ] حكاية المجازاة؛ " لما صبروا جعلناهم أئمة " ؛ وأصل الجزاء في هذا كأنه قيل: " إن صبرتم جعلناكم أئمة؛ فلما صبروا جعلوا أئمة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية