معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ؛ موضع " إذ " : نصب؛ المعنى: " اذكر إذ أخذنا " ؛ فذكره - صلى الله عليه وسلم - الله في أخذ الميثاق قبل نوح؛ وجاء في التفسير: " إني خلقت قبل الأنبياء؛ وبعثت بعدهم " ؛ فعلى هذا القول لا تقديم في هذا الكلام؛ ولا تأخير؛ هو على نسقه؛ وأخذ الميثاق حيث أخرجوا من صلب آدم - صلى الله عليه - كالذر؛ ومذهب أهل اللغة أن الواو معناها الاجتماع؛ وليس فيها دليل [ ص: 217 ] أن المذكور أولا لا يستقيم أن يكون معناه التأخير؛ فالمعنى على مذهب أهل اللغة: " ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ومنك " ؛ ومثله قوله: واسجدي واركعي مع الراكعين

التالي السابق


الخدمات العلمية