معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ؛ ويقرأ: " لا مقام لكم " ؛ بفتح الميم؛ فمن ضم الميم فالمعنى: " لا إقامة لكم " ؛ تقول: " أقمت في البلد إقامة ومقاما " ؛ ومن قرأ: " لا مقام لكم " ؛ بفتح الميم؛ فالمعنى: " لا مكان لكم تقيمون فيه " ؛ وهؤلاء كانوا يثبطون المؤمنين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة ؛ أي: " معورة " ؛ وذلك أنهم قالوا: إن بيوتنا مما يلي العدو؛ ونحن نسرق منها؛ فكذبهم الله (تعالى)؛ وأعلم أن قصدهم الهرب والفرار؛ فقال: وما هي بعورة ؛ ويقرأ: " وما هي بعورة " ؛ يقال: " عور المكان؛ يعور؛ عورا؛ وهو عور " ؛ [ ص: 220 ] و " بيوت عورة " ؛ و " بيوت عورة " ؛ على ضربين؛ على تسكين " عورة " ؛ وعلى معنى " ذات عورة " ؛ إن يريدون إلا فرارا ؛ أي: ما يريدون تحرزا من سرق؛ ولكن المنافقين يريدون الفرار عن نصرة النبي - عليه السلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية