معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
أشحة عليكم ؛ " أشحة " ؛ منصوب على الحال؛ المعنى: " يأتون الحرب بخلاء عليكم [ ص: 221 ] بالظفر؛ والغنيمة؛ فإذا جاء الخوف فهم أجبن قوم؛ فإذا جاءت الغنيمة فأشح قوم؛ وأخصمهم؛ فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ؛ لأنهم يحضرون على غير نية خير؛ إلا نية شر؛ فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد ؛ معنى " سلقوكم " ؛ خاطبوكم أشد مخاطبة؛ وأبلغها في الغنيمة؛ يقال: " خطيب مسلاق؛ وسلاق " ؛ إذا كان بليغا في خطبته؛ أشحة على الخير ؛ أي: خاطبوكم وهم أشحة على المال والغنيمة؛ وقوله: أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم ؛ أي: هم وإن أظهروا الإيمان؛ ونافقوا؛ فليسوا بمؤمنين.

التالي السابق


الخدمات العلمية