معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ؛ ف " المن " : أن تمن بما أعطيت؛ وتعتد به؛ كأنك إنما تقصد به الاعتداد والأذى؛ أن توبخ المعطى؛ فأعلم الله - عز وجل - أن المن والأذى يبطلان الصدقة؛ كما تبطل نفقة المنافق الذي إنما يعطي وهو لا يريد بذلك العطاء ما عند الله؛ إنما يعطي ليوهم أنه مؤمن؛ وقال - عز وجل -: فمثله كمثل صفوان ؛ و " الصفوان " : الحجر الأملس؛ وكذلك الصفا. وقوله - عز وجل -: عليه تراب فأصابه وابل ؛ و " الوابل " : المطر العظيم القطر؛ فإذا أصاب هذا المطر الحجر الذي عليه تراب لم يبق عليه من التراب شيء؛ وكذلك تبطل نفقة المنافق؛ ونفقة المنان؛ والمؤذي. وقوله - عز وجل -: والله لا يهدي القوم الكافرين ؛ أي: لا يجعلهم بكفرهم مهتدين؛ وقيل: لا يجعل جزاءهم على الكفر أن يهديهم؛

التالي السابق


الخدمات العلمية