معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ثم ضرب الله لمن ينفق يريد ما عند الله؛ ولا يمن ولا يؤذي؛ مثلا؛ فقال: ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم ؛ أي: ليطلب مرضاة الله؛ " وتثبيتا من أنفسهم " ؛ أي: ينفقونها مقرين أنها مما يثيب الله عليها. [ ص: 348 ] كمثل جنة بربوة ؛ بفتح الراء؛ و " بربوة " ؛ بالضم؛ و " بربوة " ؛ بالكسر؛ و " برباوة " ؛ وهذا وجه رابع؛ و " الربوة " : ما ارتفع من الأرض؛ و " الجنة " : البستان؛ وكل ما نبت وكثف وكثر؛ وستر بعضه بعضا؛ فهو جنة؛ والموضع المرتفع؛ إذا كان له ما يرويه من الماء؛ فهو أكثر ريعا من المستفل؛ فأعلم الله - عز وجل - أن نفقة هؤلاء المؤمنين تزكو؛ كما يزكو نبت هذه الجنة التي هي في مكان مرتفع؛ أصابها وابل ؛ وهو المطر العظيم القطر؛ فآتت أكلها ؛ أي: ثمرها؛ ويقرأ: " أكلها " ؛ والمعنى واحد؛ ضعفين ؛ أي: مثلين؛ فإن لم يصبها وابل فطل ؛ و " الطل " : المطر الدائم؛ الصغار القطر؛ الذي لا يكاد يسيل منه المثاعب؛ ومعنى: والله بما تعملون بصير ؛ أي: عليم؛ وإذا علمه جازى عليه؛ والذي ارتفع عليه " فطل " ؛ أنه على معنى " فإن لم يصبها وابل فالذي يصيبها طل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية