معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: يؤتي الحكمة من يشاء ؛ معنى " يؤتي " : يعطي؛ و " الحكمة " ؛ فيها قولان: قال بعضهم: هي النبوة؛ ويروى عن ابن مسعود أن الحكمة هي؛ القرآن؛ وكفى بالقرآن حكمة؛ لأن الأمة به صارت علماء بعد جهل؛ وهو وصلة إلى كل علم يقرب من الله - عز وجل -؛ وذريعة إلى رحمته; لذلك قال الله (تعالى): ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ؛ [ ص: 352 ] أي: أعطي كل العلم؛ وما يوصل إلى رحمة الله؛ و " يؤت " ؛ جزم ب " من " ؛ والجواب: " فقد أوتي خيرا كثيرا " ؛ ومعنىوما يذكر إلا أولو الألباب أي: ما يفكر فكرا يذكر به ما قص من آيات القرآن؛ إلا أولو الألباب؛ أي: ذوو العقول؛ وواحد " الألباب " : " لب " ؛ يقال: " قد لببت يا رجل " ؛ و " أنت تلب؛ لبابة؛ ولبا " ؛ وقرأت على محمد بن يزيد ؛ عن يونس : " لببت؛ لبابة " ؛ وليس في المضاعف على " فعلت " ؛ غير هذا؛ ولم يروه أحد إلا يونس ؛ وسألت غير البصريين عنه فلم يعرفه.

التالي السابق


الخدمات العلمية