معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل - وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ؛ ولم يقل: " باللتين " ؛ ولا " باللذين " ؛ ولا " باللاتي " ؛ وكل ذلك جائز؛ ولكن الذي في المصحف " التي " ؛ والمعنى: " وما أموالكم بالتي تقربكم؛ ولا أولادكم بالذين يقربونكم " ؛ ولكنه حذف اختصارا؛ وإيجازا؛ وقد شرحنا مثل هذا؛ وقوله: إلا من آمن وعمل صالحا ؛ موضع " من " : نصب بالاستثناء؛ على البدل من الكاف والميم؛ على معنى: " ما يقرب إلا من آمن وعمل صالحا؛ أي: " ما تقرب الأموال إلا من آمن وعمل بها في طاعة الله " ؛ فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا ؛ " الضعف " ؛ ههنا؛ يحتاج إلى تفسير؛ ولا أعلم أحدا فسره تفسيرا بينا؛ و " جزاء الضعف " ؛ ههنا: عشر حسنات؛ تأويله: " فأولئك لهم جزاء الضعف الذي أعلمناكم مقداره " ؛ وهو قوله: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ؛ فيه أوجه في العربية؛ فالذي قرئ به خفض " الضعف " ؛ بإضافة الجزاء إليه؛ ويجوز: " فأولئك لهم جزاء الضعف " ؛ على معنى: " فأولئك لهم الضعف [ ص: 256 ] جزاء " ؛ المعنى: " في حال المجازاة " ؛ ويجوز: " فأولئك لهم جزاء الضعف " ؛ على نصب " الضعف " ؛ المعنى: " فأولئك لهم أن نجازيهم الضعف " ؛ ويجوز رفع " الضعف " ؛ من جهتين: على معنى: " فأولئك لهم الضعف " ؛ على أن " الضعف " ؛ بدل من الجزاء؛ فيكون مرفوعا على إضمار " هو " ؛ " فأولئك لهم جزاء " ؛ كأنه قال: ما هو؟ فقال: " الضعف " ؛ ويجوز النصب في " الضعف " ؛ على مفعول ما لم يسم فاعله؛ على معنى: " فأولئك لهم أن يجازوا الضعف " ؛ والقراءة من هذه الأوجه كلها خفض " الضعف " ؛ ورفع " جزاء " .

التالي السابق


الخدمات العلمية