معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ؛ قالوا: آمنا؛ في الوقت الذي قال الله - جل وعلا - فيه: لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ؛ و " التناوش " : التناول؛ أي: فكيف [ ص: 259 ] لهم أن يتناولوا ما كان مبذولا لهم؛ وكان قريبا منهم؟! فكيف يتناولونه حين بعد عنهم؟! ومن همز فقال: " التناؤش " ؛ فلأن واو " التناؤش " ؛ مضمومة؛ وكل واو مضمومة ضمتها لازمة؛ إن شئت أبدلت منها همزة؛ وإن شئت لم تبدل؛ نحو قولك: " أدور " ؛ و " تقاوم " ؛ وإن شئت قلت: " أدؤر " ؛ و " تقاؤم " ؛ فهمزت؛ ويجوز أن يكون " التناؤش " ؛ من " النئيش " ؛ وهي الحركة في إبطاء؛ فالمعنى: " من أين لهم أن يتحركوا فيما لا حيلة لهم فيه؟! " .

التالي السابق


الخدمات العلمية