معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: يا أيها الناس إن وعد الله حق ؛ أي: " ما وعدكم الله من مجازاة فحق " ؛ فلا تغرنكم الحياة الدنيا ؛ أي: وإن كان لكم حظ في الدنيا يغض من دينكم؛ فلا تؤثروا ذلك الحظ؛ ولا يغرنكم بالله الغرور ؛ و " الغرور " : الشيطان؛ ويقرأ: " الغرور " ؛ بضم الغين؛ وهي الأباطيل؛ ويجوز أن يكون " الغرور " : جمع " غار " ؛ و " غرور " ؛ مثل: " قاعد " ؛ و " قعود " ؛ ويجوز أن يكون جمع " غر " ؛ مصدر " غررته؛ غرا " ؛ فأما أن يكون مصدر " غررته؛ غرورا " ؛ [ ص: 264 ] فبعيد؛ لأن المتعدية لا تكاد تقع مصادرها على " فعول " ؛ وقد جاء بعضها على " فعول " ؛ نحو " لزمته؛ لزوما " ؛ و " نهكه المرض؛ نهوكا " ؛ فيجوز: " غررته؛ غرورا " ؛ على ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية