معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ؛ معنى " يمسك " : يمنع السماوات والأرض من أن تزولا؛ ولما قالت النصارى: المسيح ابن الله؛ وقالت اليهود: عزير ابن الله؛ كادت السماوات يتفطرن منه؛ وكادت الجبال تزول؛ وكادت الأرض تنشق؛ قال الله: وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا ؛ الثلاث الآيات؛ فأمسكها الله؛ وقال: " السماوات والأرض " ; لأن الأرض تدل على الأرضين؛ ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ؛ يحتمل هذا - والله أعلم - وجهين من الجواب؛ أحدهما: " زوالهما [ ص: 274 ] في القيامة " ؛ قال الله: وإذا السماء كشطت ؛ ويحتمل أن يقال: إن " زالتا " ؛ وهما لا يزولان؛ وقوله في هذا الموضع: إنه كان حليما غفورا ؛ فإن قوما سألوا؛ فقالوا: لم كان في هذا الموضع ذكر الحلم والمغفرة؛ وهذا موضع يدل على القدرة؟ فالجواب في هذا أنه لما أمسك السماوات والأرض عند قولهم: " اتخذ الرحمن ولدا " ؛ حلم؛ فلم يعجل لهم بالعقوبة؛ وأمسك السماوات والأرض أن تزولا من عظم فريتهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية